منتديات أنمي الكواكب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حاجة الطفل الى الترفيـــــه والتسلية والترويح عن النفس

اذهب الى الأسفل

حاجة الطفل الى الترفيـــــه والتسلية والترويح عن النفس Empty حاجة الطفل الى الترفيـــــه والتسلية والترويح عن النفس

مُساهمة من طرف bou lahya الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 10:27 am

* المربية خولة شعباني: المدرسة الصادقية تونس
تعتبر مرحلة الطفولة من أهم مراحل حياة الانسان وأشدها حساسية ولا شك أنه اذا صحت خلال هذه المرحلة التربية والتوجيه، كانت النتائج ثمارا يانعة يفرح بها الاباء ويفتخرون بجمالها وإن حصل ضرب من ضروب التفريط والاهمال كانت العاقبة وخيمة الى حد تنفطر منها قلوب الاسر، ان الطفل بحاجة الى أن نعي بكل احتياجاته لضمان بناء شخصية متوازنة ومتكاملة الابعاد.
ولما كان الترفيه والتسلية حاجة مهمة وجانبا متأكدا للأطفال، فإنه من الضروري أن يكون للطفل متسع من الوقت للتمتع والترفيه والتسلية ولو أردنا أن نغوص في ماهية وقت الفراغ لأدركنا بأنه الوقت الذي يتحرر فيه الانسان عموما من مسؤوليات العمل وضروريات حياته اليومية فتكون له الحرية في قضائه كما يريد ويرغب فيه يستطيع الفرد أن يختلي بنفسه ويتعرف على قدراته وميولاته ويعبر عنها بمختلف أنواع الانشطة التي يمارسها وأثناء ممارسته لهذه الانشطة تتوفر له فرص التعلم والنمو فممارسة الهواية هي وسيلة لتنمية الطفل عقليا وجسميا واجتماعيا ونفسيا بما يعود عليه وعلى مجتمعه بالنفع، لذلك وجب حسن استغلال أوقات الفراغ استغلالا ناجعا وإلا فإنه حتما سيؤدي الى الشعور بالملل والضجر وقد تتطور الحالة الى الشعور باليأس وبالتالي ارتكاب أعمال وتصرفات غير لائقة وعموما للوقت خصائص يتميز بها وجب علينا إدراكها حتى نحسن التعامل معه من ذلك سرعة انقضائه وعدم عودة أو تعويض ما مضى منه وخاصة كونه أغلى ما يملكه الانسان ويمكن أن تستشهد في هذا الشأن بحديث نبوي شريف إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» أخرجه البخاري.
* الاستفادة من الوقت
وعموما الانسان العاقل هو الذي يستمد من وقته ويستغله استغلالا نافعا: وحتى نؤكد حاجة الطفل الى الترفيه والتسلية نذكر في هذا الاطار قول الإمام الغزالي الذي ورد بمؤلفه «إحياء علوم الدين» إذ يقول في هذا الشأن: «إن منع الصبي وإرهاقه التعليم دائما يميت قلبه ويبطل ذكاءه وينغص عليه العيش» ويقول أيضا: «أن يعوّد أي الطفل في بعض النهار على المشي والحركة والرياضة حتى لا يغلب عليه الكسل».
وعموما يؤكد أهل التربية على أهمية الترفيه في حياة الطفل والفوائد التي يمكن أن يحققها ولعلنا لا نغالي حين نجزم أن اللعب هو ضرب من ضروب الترفيه والتسلية ويجمع الخبراء في حقل التربية على أهميته في النهوض بشخصية الطفل والارتقاء بها ويتجلى ذلك في العديد من المظاهر نذكر منها بالخصوص التنمية الذهنية والتربية الجسدية والتكيف الاجتماعي مع الآخرين، وقبول آراء المجموعة وإيثارها على النفس كما يضطلع اللعب دورا حاسما في تخليص الطفل من الانانية وحب الذات وخاصة صرفه عن مشاعر العدوانية.
ويمكن أن نكتشف في الطفل أثناء ممارسته لأنشطته المفضلة العديد من المواهب والملكات والمهارات والقدرات المختلفة ولعل ذلك أمر يقتضي مساعدته على صقلها وتطويرها بتشجيعه على ممارساتها أثناء أوقات فراغه الذي يجب أن يستثمر كما ينبغي أن يكون: فكيف يمكن أن نستثمر وقت الفراغ؟ لاسيما وأننا مقبلون على استقبال عطلة نهاية الثلاثي الثاني.
* طرق لشغل أوقات الفراغ
عموما يمكن أن نرصد عدة طرق لشغل أوقات الفراغ من ذلك القراءة والاطلاع والبحث وأيضا الكتابة والتفرغ لها وهي وسيلة من وسائل التعبير عما يجول في الذهن من آراء وأفكار يمكن أن يستثمر الطفل أوقات الفراغ في المساعدة في الاعمال المنزلية المختلفة كالقيام بالاصلاحات المنزلية أو ممارسة الهوايات الفنية المختلفة كالرسم والعزف والنقش على البلور والنحت أيضا والمساهمة في الاعمال الخيرية، وملء الفراغ يبدأ من الداخل بمعنى أنه يبدأ من اكتشاف الطفل لنفسه وبحثه الدائم والدائب عما قد تميل اليه نفسه لغرض تنميتها، فهناك من يميل الى القراءة وهناك من يميل الى الرياضة أو الفنون وآخرون يفضلون قضاء أوقات الفراغ في القيام بأنشطة علمية. كما أنه من المؤكد أن هناك وسائل مختلفة لكسب المعرفة والمهارات المختلفة الى جانب الترفيه والترويح عن النفس وتمضية وقت الفراغ بما يعود بالنفع على صاحبه بما في ذلك وسائل الاعلام المختلفة كالصحافة والبرامج الاذاعية فهناك حتما برامج ثقافية هادفة التي تزود الطفل بالمعارف أيضا برامج التلفاز مع الحذر الشديد والحرص على مشاهدة الطفل للبرامج المفيدة تلك التي تضيف معلومة جديدة أو من شأنها أن تعزز رصيده من المعرفة الى جانب ذلك يمكن للطفل أن يتمتع بمختلف الانشطة الرياضية والثقافية بكل فروعها سواء في المدرسة أو في النوادي المختلفة وفي ذلك تزويد بالنشاط وبالصحة البدنية علاوة على ذلك يمكن للطفل أن يدعم علاقاته الاجتماعية وذلك بالعمل على اكتشاف صداقات جديدة مفيدة في نطاق التراسل المدرسي لعل ذلك أمر مفيد جدا لتعزيز وتدعيم علاقاته الاجتماعية.
في الختام من السهل جدا أن يكون لنا وقت فراغ ومن الصعب جدا أن نحسن استغلاله واستثماره وتطويعه لفائدتنا وعموما حاجة الطفل للترفيه والتسلية والترويح عن النفس ضرورة أكيدة بل أنه جانب مهم من جوانب بناء وتكوين شخصيته فأرجو من أطفالنا أن يحسنوا استغلال واستثمار أوقات فراغهم كما يجب أن يكون ويقال: «قد ينفع الادب الاحداث في مهل وليس ينفع في الشيبة الادب».
bou lahya
bou lahya

عدد المساهمات : 146
السٌّمعَة : 102
تاريخ التسجيل : 11/12/2012
العمر : 24

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى